الخميس 16 أكتوبر 2025 - 01:37
آية الله الأعرافي: على القاضي أن يتعمق في الفقه.. مسؤولية القضاة في مدينة قم مضاعفة

وكالة الحوزة - أكّد آية الله الأعرافي، مدير الحوزات العلمية في إيران، خلال لقائه مسؤولي القضاء في قم، أن «الإدارة الداخلية هي أساس التديّن» ووصف القضاء بأنه «قمة الحكم العادل»، مُطالباً القضاة بالتعمق في الفقه ودراسته بجدٍّ لإتقانه، في إطار مسيرة التحول التي يشهدها الجهاز القضائي.

وكالة أنباء الحوزة - أعرب آية الله عليرضا الأعرافي، مدير الحوزات العلمية في إيران، أمام مسؤولي ومُوظّفي السُّلطة القضائية في محافظة قم عن شكره وتقديره لجهود القضاة والموظفين، مؤكداً على أهمية محورين رئيسيين: 'الإدارة الداخلية' و'القيام للّه'."

واستند في كلمته إلى تفسير الآية الكريمة: "إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ" (سورة سبأ: 46)، موضحاً أن الوصية الإلهية الوحيدة للبشر هي "القيام للّه". وهذا القيام هو الترياق لثلاث معوّقات رئيسية أمام سعادة الإنسان: 1. الكسل والغفلة 2. الرغبات النفسية (الأمواج الشيطانية الداخلية) 3. التأثيرات البيئية (الأمواج الخارجية). فـ "أَن تَقُومُوا" تشير إلى الجهاد والعمل، و"لِلَّهِ" تُشير إلى السيطرة على الداخل وكبح الشيطان، و"مَثْنَى وَفُرَادَى" تدل على ضرورة الثبات سواء في الجماعة أو في الانفراد.

وأكّد آية الله الأعرافي أن "الإدارة الداخلية" هي أساس التديُّن وأنها أصعب أنواع الإدارة على الإطلاق، مشدداً على أن عدم قدرة الإنسان على كبح هوى نفسه تؤدي إلى انحراف أفكاره.

وتطرّق إلى مسألة المسؤولية المضاعفة للإنسان في الظروف الخاصة، ذاكراً عوامل مثل الزمان، والمكان، ومستوى العلم، والانتساب إلى المقدسات، والتأثير على الآخرين. وأضاف أن العيش في عصر الثورة الإسلامية والانتساب إلى مدينة قم كمنطلق للتحولات الدينية والسياسية، يضاعف مسؤولية الجهاز القضائي في هذه المحافظة بشكل خاص.

ووصف مدير الحوزات العلمية الجهاز القضائي بمؤسسة كبرى وتحويلية، مع التركيز على ضرورة امتلاك قضاتها في قم لكفاءة فقهية عالية. وطالب بأن يتعمق القاضي في الفقه دراسة وبحثاً حتى يصل إلى مستوى عال من الإتقان، وأن يولي اهتماماً جاداً للمحاور الخمسة التالية: المسائل الفقهية، والقواعد العامة، والعناوين الثانوية، والمصالح الولائية، والقوانين المصادق عليها من قبل مجلس صيانة الدستور.

كما أشاد بالأبطال الشهداء في الجهاز القضائي، لاسيما آية الله الشهيد محمد بهشتي (1)، واصفاً إياهم بِأَنَّهم من الأوجه اللامعة في عالم الإسلام وفي تاريخ العدالة.

وفي الختام، عبّر آية الله الأعرافي عن توقّعه بأن يكون الجهاز القضائي في قم رائداً على مستوى البلاد في الجانب الفقهي والقانوني، ليكون نموذجاً يُحتذى به لإيران بأكملها.

آية الله الأعرافي: على القاضي أن يتعمق في الفقه.. ومسؤولية القضاة في مدينة قم مضاعفة


(1) آية الله الشهيد السيد محمد بهشتي (1928 - 1981) كان رئيساً للسلطة القضائية واغتيل في انفجار مقر الحزب الجمهوري الإسلامي مع اثنين وسبعين من أعضاء وقادة الثورة. وصفه الإمام الخميني بأنه "كان أمة في رجل".

للمزيد من التفاصيل باللغة الفارسية يرجى الضغط هنا.

المحرر: أ. د

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha